السبت، 21 يناير 2012

امرأة استثنائية


قابلني في أحد المقاهي
تحدث بلهجة اجنبية
سألني عن الجنسية
إبتسمت وقلت له عربية
نظرني بإستنكار وقال من اي بلد انتِ
... ومن أي هوية
اجبته وما المهم في الهوية
تونسية كنت ام جزائرية
فلسطينية أم مصرية
كلهن بالنسبة لي سواسية
... كُلنا ارتوت أراضينا بدماء الوطنية
ونالتنا أيادي الوحشية
وصِمنا بالبكاء والنحيب
والدمعة الأبية
بللت الأرض دماء ابنائنا الزكية
فلا يهمني بعد ذلك من أين ولا إلى أين
طالما أنني أحمل وسام الشرقية
هز رأسه بتعجُبِ وقال
يالكِ من امرأة هزلية
تتحدثين وكأنكِ تمتلكين الذهب والياقوت
وسماء مخملية
ما كل هذا الفخر
تتحدثين كما لو كُنتِ من بلد الحرية
تتحدثين كما لو كنتِ انجليزية أو أمريكية
قلت له لو كنت ما تحدثتُ بهذه الشفافية
ما تمنيتُ قط إلا ان أكون عربية
بسماتٍ وملامح شرقية
بإخلاق امرأة أبية
شامخة في كلماتها في ردائها
في نُطقها لكل حروف الابجدية
بلسان ضادها ونفسٍ نقية
عروبتي فخر بعيدة عن كل غربية وسامية
وآهٍ لو تعلمون معنى امرأة شرقية
تحمل الصمت والقوة بين جفنيها
وتعيش الحُب بعُذرية
تموت خوفاً على زوجها .. على ابنها
على وطنٍ تذوب فيه الآهة بأغنية
ترفع رأسها عالياً وتقطع بنظراتها رأس السخرية
عربية شرقية وامرأة استثنائية
ستمر بأحلامكم وأعينكم كحكاية أسطورية
لن يصنع منها الغرب دُمية أو قصة هزلية
عربية وسأظل أرفعُ رأسي بعروبتي
كراية الحُرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق