الخميس، 22 سبتمبر 2011

أتنفسُ حنينا


 

أتنفسك حنيناُ إليك أطوف بقلبي المرهق ولا أجد ما أفعله سوى أن انتظرك بلهف نفسي وأهزوجة  مشاعري وشعري أقف أمام مرآتي وأختار الزاهي والمبهج من ألوان ثيابي أضع كل الأثواب على جسدي وأسألها أي منها ارتديها عند لقاءك وكأنك تنتظرني بالورود تحت شرفاتي أتزين واصفف شعري وأنا أهمس لخصلاتي هل سيحبكٍ طويلة تتدلين على أكتافي أم قصيرة تتراقصي على وجناتي أكحل عيناي بمكحلة أيامك فأكتشف أن رؤيتك هي من ستعيد لي يقيني وبصيرتي أضع عطري وأمزجه برحيق الحنين إلى كلماتك إلى أوراقك إلى حبر أقلامك أدور برقصة خيالية حول نفسي كطفلة صغيرة أوشكت أن تنال قطعة من القمر وألمحك في رقصتي تحرك أصابعك على فراغي المرهق المتداخل في أعماقي وكأنك تفك طلاسم أسري ثم أكتشف أن بيني وبينك بحور وتلال  ومدن شاكية وجبال وآلاف الأميال  وإنني حتى لن استطيع أن اخرج للقائك كمراهقة أقنعت أهلها بشراء كشكول وردي الورقات لتصنعه مذكرات أو لشراء ألوان ترسم بها وجهك على دفتر ذكرياتها التي لا تحوي غيرك لن أستطيع أن أشير إليك وأنت واقف أمامي في الشرفات انه لنا ينالنا إلا خمس دقائق تتلامس فيها اليدان المرتعشتان خوفا من الأهل والجيران في شارع خلفي تحت قمر يضيع لونه بلون الغيم في عيناك وتتلون بوميضه الفضي السماوات ولا يسعني شيئا وقتها إلا أن أزفر أنفاس امرأة أفاقت فجأة من أحلامها الصبيانية ودقة في قلبها وكأنها مراهقة تعيش تفاصيل أول قصة حب ألملم البقايا من قلب الحنايا وألوذ بهذا المنحني كقوس سهام كيوبيد النابض بأنفاسك دائما .. أتنفسك هواءا بلون النسيم فاستشعر رائحة قلبك يعزف على أوتار العشق أجمل آياتي أعاود احتضاني لنفسي وأنا أشعر أنني فراشة ضوء حمقاء تطارد ظلك الذي يجري في جميع الأركان أبتعد عنه يناديني أقترب منه يصرخ دعيني ضائعة أنا في هضبة تيهك العاتية أرسم أحلامك الباقية فأجدك بكلمات الحب تحول شكي ليقيني  أنظر في السماء وأرحل ببعد المسافات أحصد النجمات وأنا أحدثها أتراه يشعر بخفقات ذلك التائه المتمرد حد الجنون بك أم شغلته باقي الأهازيج هل يشرد ذلك العقل الجموح عند ذكر اسمي أو قراءة كتاباتي أم أنني أطوف عليه ككل الكائنات

يا رجلا يهوى الهرب ويظن الانصهار إن اقترب أتعتقد أن بقربك النجوم في ليلك ستحترق لا تقلق فناري ليست سموم وتلك المتعلقة بأهدابي الزائغة في أحداقي تطفئها ليس فيها وهج الرغبة والجرأة في الكلمات ولكن تحوي ما حوى الوجدان ورقة الحنايا حوذية كما تنعتني ولن أتخلى عن حوذيتي وهزوجة كلماتي وهي ترتدي ثوب براءتها وتحتجب خلف رقتها وهي تنطق بكل المعاني دون ان تنطق بكلمة

يا من يعانق في المساء همساتي يختلف عن كل الأكوان مسائي فهو موحش مملوء بالفكر والعبراتٍ أحتسي فيه قهوة الصبر بجانب مدفأة أيامي وأنا أحتضنها ودفئها كما لو كان دفء أنفاسك يطمئنني بأن ظلك يحتويني أعاود النظر إلى سمائي وأنا اخبرها كم هو مرهق الشعور بالمسافات اصفع الساعات والنسمات علها تتمخض عن اللقاء علها تحملني إليك وعزائي أن سماؤك سمائي وفي الليل يغفو القمر على وجهك ووجناتي ولا يهم ابتعاد الأجساد طالما تعانقت الأرواح ٍ في وسط  صمتي وتكهناتي يأتيني صوتك عذباً متقد النفحاتٍ كتوهج مشاعري المتدثرة بردائك ليعيد لزماني أعظم ثوراتي ليجعلني يقيناً بمحرابك يهسهس لكل الطقوس المستفزة أنني داخل روحك الوجلة اختلف عن أولئك المتناثرات في الزوايا لأنني ركن مضئ بالحنايا ينتظر أن تركض لآخر غزواتك عندي وتأسرني حين تهزم في نقائضك لتزيل من العيون عبراتي وتتوضأ بعذب ابتساماتي وتتلو أعظم صلواتك خشوعا على رفاتي

هناك تعليق واحد: